روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | رسوبي المتكرر.. دمّرني نفسيّتي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > رسوبي المتكرر.. دمّرني نفسيّتي


  رسوبي المتكرر.. دمّرني نفسيّتي
     عدد مرات المشاهدة: 2639        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، أنا طالب في الفرقة الثالثة كلية الحقوق جامعة حلوان عمري 22 سنة...مشكلتي الأساسية في حياتي هي مشكلة "الفشل الدراسي في الجامعة"

وهذه المشكلة سببت لي العديد من المشاكل النفسية بدأت عندمارسبت ثلاث سنوات في الكلية سنتين منهم في الفرقة الثانية وسنة في الفرقة الثالثة التي انا بها الأن أي أني سأكون في السنة القادمة (2013) للأسف الشديد في الفرقة الثالثة أيضا!!!

فرغم عدم ظهور نتيجة الترم الأول إلا أنني أعلم برسوبي لأني لم أكمل إمتحانات الترم الأول بسبب عدم إجابتي بشكل جيد في أول ثلاثة مواد وهذا أصابني بالإحباط الشديد والإكتئاب أثناء فترة الإمتحانات وإلي الأن عندما أفكر بأنني سأكون السنة القادمة في نفس الفرقة مرة أخري....>>

أعلم جيدا بأن سبب رسوبي المتكرر هو تقصيري أثناء الدراسة لأني لا أحب مجال الحقوق لإعتماده الأساسي علي الحفظ وانا لا أحب الحفظ ولكن ككثير من الشباب في مصر مجموعي في الثانوية العامة هو الذي أدخلني هذه الكلية لعدم وجود بديل أفضل منها وفقا لمجموعي مما جعلني لا أذاكر إلا في أيام الإمتحانات فقط ولا أذهب إلي الجامعة إلا أثناء الإمتحانات فقط...

انطويت وانعزلت عن الناس لم أعد أخرج من البيت تماما إلا للضرورة القصوي أصبت بالإحباط الشديد لدرجة أنني مليش نفس لفعل أي شئ أصبحت منهار نفسيا يائسا ليس لدي طموح حتي الأشياء التي كنت أحبها وأستمتع بها أصبحت أشياء عادية لا أجد متعة فيها

أصبح ليس لدي حماس لفعل أي شيء انقطعت عن الصلاة في المسجد وأصبحت أصلي في البيت والأن لا أصلي في كثير من الأحيان ابتعدت عن أصدقائي لم أعد اتصل بهم تماما ولا أذهب إليهم افكر كثيرا بطريقة سلبية مما جعلني لا أنام من كثرة التفكير

أصبح الليل عندي نهار والنهار ليل أسهر طوال الليل أمام الكمبيوتر أو التلفاز رغم اني أعلم خطورة وأثر ذلك علي ولكن هذا التفكير يأتي الإنسان رغما عنه وبالفعل أثر علي هذا التفكير وأشعر انني أصبحت مصابا بمزيج من المشاكل النفسية بكل ماتعنية الكلمة من معني

"إكتئاب وإحباط وإنعزال عن العالم الخارجي وتفكير سلبي والشعور بأني مستهتر وعندي لا مبالاة والشعور بالفشل وبخيبة الأمل وبالضياع "أصبحت شخصا أخر وأصبح مزاجي سيئ ومتقلب دائما فتارة مهزوز متشائم ومتلعثم في الكلام بسبب تطاير الكلمات من رأسي فأصبحت أفكر وأحضر ما أقوله قبل أن أتكلم

وإذا تكلمت دون تفكير لا أكمل جملة إلا واتلعثم فيها وأنا أعلم بأن هذا سببه "فقدان الثقة بالنفس"..
أشعر أحيانا بضعف في شخصيتي من حيث الكلام أي أن ردودي تكون غير مناسبة غريبة ساذجة وهذه الأشياء لم أشعر بها من قبل....وتارة "ثابت عقلاني متفائل واثق في نفسي لبق في الكلام متزن في كلامي قوي الشخصية"هل

هذا نوع من أنوع الإضطراب النفسي والوجداني وهل يحتاج إلي طبيب نفسي وعلاج نفسي مع العلم أني لم أذهب إلي طبيب نفسي من قبل انا دائما أقول لنفسي انا هذا بسبب فشلي ورسوبي المتكرر علي المستوي الدراسي مما أدي إلي إصابتي بفقدان الثقة في النفس

وأدي ذلك إلي حدوث كافة المشاكل النفسية التي ذكرتها وأقول لنفسي أني لو اجتزت هذه المرحلة الصعبة ونجحت وتخرجت من الجامعة فستختفي كل هذه المشاكل فعلاج مشكلتي هو شعوري بالنجاح مما سيعيد لي ثقتي بنفسي وسأنطلق بعدها...

ونظرا لكثرة التفاصيل حاولت إختصار وإيجاز مشكلتي إلي اقصي درجة وأرجو أن يكون الرد وافيا يطفئ النار التي في صدري وأود مساعدتي وإفادتي في هذه المشكلة وتوجيه النصائح لي فأنا في أمس الحاجة إليها وجزاكم الله خيراوجعله في ميزان حسناتكم.

أنت قارئ جيد جدا وهذا يبدو بوضوح في كتابتك فأنت تستخدم لغة قارئ مثقف وليس قارئ عابر ، تستخدم ألفاظ قوية معبرة ، ولديك القدرة على إحكام الوصف باستخدام العبارات القوية الموجزة .

والحكمة الحقة في ذلك أن هذه المهارة اللغوية والقدرة على التعبير بإيجاز وقوة وتفصيل في الوقت نفسه هي أهم المهارات التي يتطلبها العمل في مجال القانون والمحاماة ، وإن لم يكن وحده إلا أنها تعد أساسا لا يمكن الاستغناء عنه في هذه المهنة يأتي في المقام الأول والأخير وما بينهم .

ورأيي أن غاية ما تحتاجه هو العودة للحياة الاجتماعية الحقيقة أولا ، والعودة إلى الأصدقاء والتماس الحياة معهم وبينهم ، فبين المحامى والمدرس والمحاسب والطبيب ستجد قيمتك وأهميتك وستقدر إن في كل من هذه المجالات أهمية لا يمكن الحياة بدونها وستقدر أهمية ما لا تحبه الآن رغم إمكانية تميزك فيه ، ورغم مناسبته لمهارة متميزة لديك .

اعلم أن الكثير من خريجي الحقوق لا يعملون في مجالهم ويتوقف ذلك كثيرا ، وأتساءل هل من سيعيد الحق لأصحابه ومن سيطبق القانون ومن سيساعد ضعيف يلتمس العون ؟؟؟؟ ألا يعلمون أهمية دورهم في المجتمع ؟؟

حتى إن هذا التخصص كان ولا زال من اهتماماتي ومن المجالات التي لدى شغف كبير بها ، وكثير من أصدقائي محاميين ناجحين بفضل الله .

أخي .. لست بحاجة إلى طبيب نفسي .. فقط عد لحياتك الاجتماعية وعش في دفء الصداقات القوية المحترمة وادفع نفسك للانتهاء من الدراسة والعمل فالحياة العملية ممتعة جداااا خاصة في تخصصك فاحلم بالوصول لهذا الهدف ، أن تصبح رجل قانون قوى وناجح.

لك مني خالص التحية وتمنياتي بالتوفيق .

الكاتب: أ. عفاف يحيى النجار

المصدر: موقع المستشار